
الحياء
كتب/ أشرف الشرقاوي
الحياء من أجمل الصفات التي يمكن للإنسان أن يتحلى بها، وهو هبة ومنحة من الله عز وجل لمن يحبه الله، وبهذا يصبح الحياء صفة سامية من السمات المحببة إلى العديد من البشر مع إختلاف الثقافات المتنوعة ،وهى من أكثر السمات التي تشير إلى مدى صدق الإنسان ونقاء نفسة وقوة إيمانة وحُسن خلقة وبشاشة وجهة.
فهو أن تستحي من خالقك وتعرف أنه يراقب أفعالك فلا تفعل ما يمكن أن يغضبه عليك، وأن تخجل من والديك فلا تفعل ما يمكن أن تُسبب لهما الحزن أو الألم، وأن تخجل من نفسك؛ فلا تنطق بألفاظ سيئة ولا تفعل أفعال سيئة حتى وأنت قادرًا على ذلك، وحتى ولو لم يكن هناك من يُعاقبك على أفعالك.
وهو زينة المرء في أن تكون إنسانًا يستحي بمعنى أن تكون فاضلًا لا يبدو منك إلا كل ما هو جميل وحَسن، فيظهر في ألفاظك ويتجلى في أفعالك، وفي طريقتك في معاملة الآخرين. والحياء يُزين كل ذلك، ويَجعل منك إنسانًا راقيًا أهلًا للثقة، ولحُب الآخرين لك.
فالإنسان الذي يتمتع به هو إنسان يقوم بواجباته بدون رقابة من أحد، ولا يُقصر في حقوق الآخرين وبدون أن يتعرض لضغط منهم، ولا يعتدي على حقوق الآخرين، ولو كانوا أضعف منه، ويحترم الكبير ويرحم الصغير، وكل خُلق يزينه الحياء هو كامل ومُحبب إلى النفس.
إن الألفاظ الفجّة والأفعال القبيحة لا تشير إلى إنك إنسانًا قويًا أو شجاعًا، بل على العكس تمامًا، فهي تدل على سُوء أخلاق، ونقص في التربية، وعلى الجانب الآخر، فإن الحياء يدل على تربية حُسنة وأخلاق راقية
فالإنسان الذي يتمتع به إنسانًا مُهذبًا لبقًا، لا تصدر عنه أي أفعال مُشينة ولا يعتدي على حق الغير، ويُقدم للجميع الإحترام ويُخَالقهم بخُلق حَسن، ويعتذر إذا ما بدر منه ما يسيء لغيره، ويتدارك الأمر سريعًا ويندم على أخطاءه.
إن الحياء نوعان بحسب ما يقول خبراء علم النفس؛ فمنه ما هو فطري في الإنسان، كما هو الحال في تغطية الإنسان لعوراته، أو ميله لحماية حياته الخاصة وجعلها بعيدة عن العيون، ومنه ما هو مكتسب حيث تنمية التربية في المنزل، وينميه المجتمع من حولك، والذي يضع لك قواعد معينة تكون مَقبولة من المحيطين بك، ويرفض سلوكيات معينة معتبرًا إنها ناجمة عن سوء تربية وقلة حياء.
ومن أكثر الأمور التي لها تأثيرًا فيه هي الصُحبة، فإختيار الصُحبة المهذبة الراقية ينمي لديك فضيلة الحياء، وعلى العكس فإن إختيار الصديق السيء الخلق يؤثر على هذه الفضيلة ويقلل منها، فالإنسان ينزع لتقليد من معه ومنها تقليد الأمور السيئة .
فهل تعلم أنّ خلق الإسلام في حيائه.
هل تعلم أن جمال المرأة ورقيها في حيائها.
هل تعلم أنّ الحياء دليل على شدة الأيمان فكلاهما يدعو الي التقرب الي الله عز وجل.
هل تعلم أن الحياء هو من صفات الأنبياء والرسل.
هل تعلم أن الحياء جزاؤه الجنة في الآخرة.
هل تعلم أن الحياء صفة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان أشد الناس حياءً لدرجة ان كان يستحي أن ينظر إلى جلده.
وهو أحد الصفات التي اتصف بها جميع الأنبياء والرسل فالحياء هو خلق حسنة أنعم بها على الأنسان، حتى أنه جعله من الإيمان وجعل له باب في الجنة لا يدخلها إلا أصحاب الحياء، فهو خلق الإنسان حيث يستحي الأنسان من نفسه ومن ربه ومن الناس ومن هنا جاء أمر أن الحياء هو خلق الإسلام
عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال :
قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم): الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستُّون- شُعبة، أعلاها: قول: لا إله إلَّا الله. وأدناها: إماطة الأذى عن الطَّريق. والحياء شعبة مِن الإيمان.